صلاح الساير: الكارثة والضرورة

الانفلات وممارسة الفوضى السياسية في بلادنا المزدهرة والمستقرة والآمنة، واستخدام لغة التطاول الخشنة وتقصد التصادم مع رجال الأمن، موقف تجاوز المراهقة السياسية بمسافة كبيرة حتى أنه انحدر في الأيام القليلة الماضية نحو التوحش وأمسى يقترب تدريجيا من الشعار الأسدي «أما هالولد أو نحرق البلد».
التصعيد المجاني والزج بالشباب في الشوارع دونما قضية واضحة والتحشد في مسيرات غاضبة والصراخ حول امور افتراضية لم تحدث بعد، توحش أسقط ورقة التوت الأخيرة، وربما شكل دعوة واضحة وصريحة لجموع الشعب بمختلف مشاربها للتفكر بما يجري في البلاد ويهدد أمنها واستقرارها وازدهارها.

ان افتعال الفوضى ضد تعديل آلية التصويت في الانتخابات (والتعديل لم يحدث بعد) موقف افتراضي غير مسؤول وغير مقبول وربما شكل «ضرورة» تحتاج إلى تدابير عاجلة لترشيد الانتخابات النيابية من خطر التوحش والتفلت والاستقواء.

صحيح أن الخبراء الدستوريين لديهم آراء قانونية حول ظروف الضرورة ومفهومها غير أن هذه الظروف عرضة للتغيير والتبدل حسب مستجدات الأحداث، فلو أن كارثة حدثت في غيبة البرلمان لاصبحت تدابير مواجهتها ضرورة، وليست كل الكوارث طبيعية.

www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.